2024-09-17 23:04:55
by : مريم جمال
ترتبط تجربة الأمومة غالبا بحدوث اكتئاب الولادة؛ الذي يحدث نتيجة التغيرات الفسيولوجية، والنفسية مثل تغير مستوى هرمون البروجستيرون في الجسم بعد أيام الولادة الأولى، مما يثير مشاعر القلق والغضب لدى المرأة الوالدة، وقد تتأرجح مشاعرها بين الاطمئنان والخوف والقلق وقد تصاب بالحزن الشديد الذي قد يصل إلى إكتئاب الولادة.
أكثر الأمهات يصبحون عرضة للإصابة بحالة اكتئاب الولادة، نتيجة وجود اعتلال نفسي أو عقلي سابق لدى الأم، عدم تلقي الدعم والرعاية الكاملة من الأسرة والزوج، وعدم الشعور بفرحة قدوم فرد جديد في العائلة، تلك الأمور تتسبب في أن تصبح الأم عرضة للإصابة بحالة اكتئاب الولادة.
نشرت الدكتورة أليسون ستوبي -طبيبة متخصصة في طب الأمهات والأجنة وبروفيسورة في أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة ولاية كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة- أن هناك العديد من الأمهات تتغير الهرمونات لديها بعد الولادة مباشرة طول فترة النفاس بما تؤثر بالتأكيد على مزاجها وحالتها النفسية.
وأكدت أن الأمهات تشعر بالكآبة والقلق بعد حوالي يومين أو ثلاثة بعد الولادة مباشرة، فقد تجد الأم نفسها تبكي دون سبب، وقد تتعرض للأرق وقد لا تستطيع رعاية طفلها الجديد، وأوضحت الدكتورة ستوبي أن حدوث اكتئاب الولادة يعود بصفة أساسية للتغيير الذي يطرأ على هرمون البروجستيرون.
أضافت الدكتور ستوبي حول اكتئاب الولادة أن التغيرات الهرمونية ليست السبب الوحيد للإصابة به، وهناك عوامل أخرى بالتأكيد تسبب الإصابة بتلك المشاعر الحادة من الحزن مثل: الإرهاق الشديد، تعب الولادة، صعوبة الرضاعة الطبيعية، ومضاعفات الولادة المتكررة.
هناك عوامل أخرى تسبب حدوث إكتئاب الولاده لدي الأمهات وهي:
- تجارب ولادة سابقة مؤلمة وصعبة.
- نقص الدعم الأسري وخاصة من الوالدين.
- أسباب بيولوجية.
- تدني احترام ظروف المعيشة.
- انخفاض مستوى معيشة الأسرة.
- الشعور بالحزن الشديد، وعدم القدرة على الحركة كثيرا، وفقدان الشعور ببهجة الأشياء، والشعور بالتعب الشديد.
- نقص الطاقة، التركيز، فقدان الثقة بالنفس وانخفاض مدة الانتباه لما يحدث حولك.
تعد الأمهات حديثي الولادة وأول تجربة ولادة أكثر الفئات عرضة للإصابة بحالة إكتئاب الولاده، فيجعلها تنعزل عن طفلها، ولا تشعر بفرحة قدومه، وتنتابها أفكار انتحارية غير مدركة للواقع المحيط، وقد تؤذي طفلها وهي لا تدرك ذلك.
يساعد الحديث للاصدقاء والأقاب في التخفيف من التعرض للإصابة بحالات اكتئاب الولادة؛ لذا كلما تحدثت الأم عما تشعر به من حزن أو فراغ داخلي لأقرب الأشخاص لها، كلما ساعدها ذلك في التخفيف من حدة مشاعرها وطمأنتها، كي تصبح قادرة على رعاية صغيرها.
هو شكل من أشكال الكآبة يصيب فئة الأمهات بعد الولادة مباشرة، وتستمر مدته بدءا من الولادة حتى ثمانية أسابيع بعد الولادة، وقد تصل مدة استمراره في الحالات الصعبة إلى سنة بعد ولادة الطفل، أشارت الدكتورة ستوبي إليه قائلة: " إن أحد الجوانب المهمة في اكتئاب الولادة هو أنه ليس مجرد شعور بالحزن".
يصاحب إكتئاب الولاده الشعور بالعبء الثقيل، البكاء المستمر، نقص الارتباط العاطفي مع الطفل المولود، شعور الأم بعدم قدرتها على تحمل مسؤولية رعاية نفسها أو رعاية طفلها المولود، الشعور بالإرهاق الشديد، الأرق، والتفكير الزائد عن الطبيعي.
أكدت الدكتورة ستوبي أن اكتئاب الولادة يتلاشى بوجود الدعم الأسري مع مشاعر الحب والاهتمام والرعاية الكاملة، ودعم الوالدين، وتنصح الأمهات التي أصابها إكتئاب الولاده من قبل أن تفكر جيدا قبل خوض تجربة حمل أخرى، كي لا تؤثر على حللتها النفسية وأبناءها وأسرتها، والبحث عن شخص مقرب يخفف من مشاعر الحزن والخوف المتكررة.
مشاركه :
لايوجد اخبار